تأمّلات في طلبة القديسة العذراء مريم



"تأمّلات في طلبة القديسة العذراء مريم"
للخوري مخايل صافي

اليوم الثالث عشر
نتأمّل: "يا وردة سريّة، يا سلطانة الورديّة المقدّسة".

إنّ كلّ الألقاب والأسماء قاصرة عن أن تبيّن جمال وصفات مريم. فإذا دعوناها وردة فأين جمال الورد من جمالها؟ وأين شذى الورد من شذاها؟ فمريم العذراء وردة لا يذبل جمالها ولا يتغيّر. وردة لا ينقطع عرفها ولا يزول أريجها! وردة يستعذب شذاها وأريجها الثالوث الأقدس والذين يكرمونها. وقد سمّيت وردة سريّة لأنّ جمالها الداخليّ السرّي أي فضائلها هو أعظم من جمالها الخارجيّ. والله وحده يرى هذا الجمال السرّي. وهذا الجمال السرّي هو الذي جذب الله إليها فاختارها دون نساء العالم كلّه؟

"يا سلطانة الورديّة المقدّسة"
على أيّام البابا لاون الثالث عشر كثرت الجمعيّات السريّة وأشعلت نار الحرب ضدّ التعاليم الدينيّة وخاصّة ضدّ الكنيسة. فأراد هذا البابا أن يقي المؤمنين من ضلال هذه الجمعيّات السريّة ويسلّحهم ضدّ المبادي اللادينيّة الخدّاعة. فدعا المؤمنين للجوء إلى مريم العذراء بتلاوة المسبحة وزاد على طلبة العذراء هذه النافذة "يا سلطانة الورديّة المقدّسة" ثمّ عيّن أوّل أحد من تشرين الأوّل عيدًا للورديّة وخصّص الشهر بكامله لإكرام الورديّة وحرّض المؤمنين كبارًا وصغارًا على تلاوة المسبحة الورديّة. وبعون العذراء انتصرت الكنيسة على تلك الجمعيّات السريّة الهدّامة التي اختفت وقاربت التلاشي. يصوّرون العذراء محاطة بمسبحة من ورد. ذلك أنّ للورد رموزًا عديدة. فالورد يرمز بجماله إلى جمال فضائل مريم. يرمز إلى أنّ تلاوتنا المسبحة تبهج أمّنا العذراء وتسرّها كتقديمنا لها أجمل الورود.

خبر عن نشأة الورديّة:
في بدء الجيل الثالث عشر ظهرت هرطقة في الكنيسة فانحاز إليها كثيرون من المؤمنين معرّضين نفوسهم للهلاك الأبديّ. فاضطرّبت الأفكار وكثرت الشكوك. فأخذ القدّيس عبد الأحد الغيور يجول القرى والمدن يعظ ويعلّم ويبرهن عن ضلال تلك الهرطقة واتّخذ سلاحًا ضدّها عبادة الورديّة فنشرها بين المؤمنين وما إن انتشرت حتّى تلاشت تلك الهرطقة. ولـمّا ظهرت العذراء للابنة برناديت في المغارة كانت تحمل بين يديها المسبحة وتظهر سرورها عند تلاوة برناديت المسبحة. وأيضًا لـمّا ظهرت العذراء في مدينة فاطمة بالبرتغال للفتيان الثلاثة قالت لهم: أنا سيّدة الورديّة وحرّضتهم على تلاوة المسبحة الورديّة. 
فكما كان في عصر القدّيس عبد الأحد وفي عصر البابا لاون خطر هلاك النفوس شديدًا كذلك في كلّ عصر وزمن لا يزال خطر هلاك النفوس موجودًا. فعلينا أن نتمسّك بصلاة الورديّة لتكون واقية لنا من أسباب الهلاك!


إكرام: "أيّها المسيحيّ اقتدِ بالباباوات العظام وبالقدّيسين الكبار الذين كانوا يصلّون المسبحة كلّ يوم. 
وعندما تتلو المسبحة تأمّل بأنّ العذراء هي أمّك 
وأنت طفل صغير تطلب حاجاتك منها"!

نافذة: "يا وردة سريّة. 
يا سلطانة الورديّة المقدّسة. تضرّعي لأجلنا".


عن كتاب: شهر أيّار
تأمّلات في طلبة العذراء - للخوري مخايل صافي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صلاة يوم الخميس أكراماً للقربان المقدس🕯🙏

صلاة الى مار عبدا

صلاة قويّة للروح القدس