تأمّلات في طلبة القديسة مريم العذراء
"تأمّلات في طلبة القديسة مريم العذراء"
للخوري مخايل صافي
اليوم: الخامس والعشرون
نتأمّل: "يا سلطانة الرسل، يا سلطانة الشهداء،
يا سلطانة المعترفين"
💫 "يا سلطانة الرسل":
الرسل هم الذين بشّروا بيسوع المسيح ونشروا دينه المقدّس وتعاليمه الإلهيّة، أمّا سيّدتنا مريم العذراء فقد أخبرت أمورًا كثيرة عن يسوع المسيح كان الرسل يجهلونها. الرسل أخبروا عن يسوع وأمّا مريم العذراء فقد أرت يسوع للعالم فهي إذًا سلطانة الرسل.
💫 "يا سلطانة الشهداء":
إنّنا بحقّ ندعو العذراء سلطانة الشهداء لأنّ آلامها وأحزانها تفوق آلام الشهداء وعذاباتهم. فكلّ ما أصاب ابنها يسوع من آلام وعذاب قد أصاب صميم قلبها الوالديّ. فالجلد والأشواك والمسامير والشتائم والصلب والنـزاع على الصليب. كلّ هذه العذابات المرّة قد شعرت بها مريم العذراء. وتألّمت منها كأنّها قاستها في جسدها. فهي شريكة يسوع في آلامه وشريكته في فدائنا. فحين ندعوها يا سلطانة الشهداء نذكّرها بما قاسته في سبيل خلاصنا فتشفق علينا وترحمنا.
💫 "يا سلطانة المعترفين":
المعترفون هم الذين اعترفوا بيسوع أمام الملوك والحكّام والمضطهدين دون خوف من العذابات والموت. اعترفوا جهرًا بيسوع أمام الجلاّدين والمعذّبين غير آبهين لتهديدات الظالمين. فهؤلاء إنّما اعترفوا بيسوع بعد قيامته المجيدة وصعوده المجيد وأمّا مريم العذراء فقد اعترفت بيسوع وقت ذلّه وعاره بين أيدي الجلاّدين وآمنت به وهو معلّق على الصليب ومائت كأحد المجرمين وكإنسان ضعيف. بينما الرسل لاذوا بالهرب خوفًا على حياتهم وأنكره بعضهم جبانة وذعرًا. فمريم إذًا هي سلطانة المعترفين بيسوع ومعلّمتهم الشجاعة للاعتراف به.
يجب علينا أن نتعلّم من سيّدتنا مريم العذراء أن نكون رسلاً لابنها ننشر اسمه وتعاليمه الإلهيّة في محيطنا وبيئتنا وذلك أمّا بكلامنا وأمّا بمثلنا الصالح. وأن نتعلّم منها الاستشهاد فنحتمل آلام الحياة بصبر لأجل يسوع ونجاهر بإيماننا دون حياء ولا خوف.
نموذج:
من جملة الكلمات التي قالتها العذراء للابنة برناديت في أحد ظهوراتها لها في المغارة هي: قولي للكهنة أن يبنوا لي هنا كنيسة. وإتمامًا لرغبة العذراء قد بنوا كنيسة من أعظم الكنائس وأجملها. يؤمّ هذه الكنيسة كلّ سنة عشرات الألوف من الزوّار طالبين الشفاء من سيّدة لورد. وقد امتلأت هذه الكنيسة من التقادم النفيسة وكذلك المغارة قد امتلأت أيضًا بالعكازات التي تركها المرضى الذين شفوا بواسطة العذراء. وكلّ ما في تلك الكنيسة يذيع مجد العذراء وقدرتها. فكما طلبت العذراء من برناديت أن يبنوا لها كنيسة كذلك تطلب من كلّ منّا أن يبني لها كنيسة في قلبه وكما تكرّس الكنيسة للعذراء ولإكرامها كذلك يجب علينا أن يكرّس كلّ منّا ذاته للعذراء ولخدمتها. ويبذل كلّ ما في وسعه لنشر إكرامها.
إكرام: "لنكرّس ذواتنا للعذراء ولخدمتها
ونشر إكرامها وعبادة يسوع ابنها".
نافذة: "يا سلطانة الرسل، يا سلطانة الشهداء،
يا سلطانة المعترفين إنّي أكرّس لك ذاتي بكلّيتها".
عن كتاب: شهر أيّار
تأمّلات في طلبة العذراء - للخوري مخايل صافي
تعليقات
إرسال تعليق