تأمّلات في طلبة القديسة مريم العذراء



"تأمّلات في طلبة القديسة مريم العذراء"
للخوري مخايل صافي


اليوم الثامن عشر
"نتأمّل: يا باب السماء"

منذ العصور الأولى للكنيسة تعلّم المسيحيّون من الآباء القدّيسين أن ينادوا مريم العذراء – باب السماء – قال القدّيس بوناونتورا: إذا لم تفتح لنا مريم العذراء باب السماء فليس غيرها يستطيع أن يفتحه لنا. لأنّ ابنها يسوع أعطاها القدرة على ذلك وسلّمها المفاتيح. ولهذا يلزمنا أن نتوسّل إليها دائمًا قائلين يا باب السماء صلّي لأجلنا. وقال القدّيس برتردوس إنّ باب السماء يفتح للذين قد أحسنوا الإكرام لمريم العذراء. والقدّيس يوحنّا الدمشقيّ يقول: من يكرّم العذراء يحصل على وثيقة أكيدة لدخول السماء. ثمّ يخاطب المؤمنين قائلاً: أنتم الذين تشتهون أن تمتلكوا السماء كرّموا  مريم العذراء لأنّ الذين يكرّمون العذراء يختمون بختم يكون بمثابة علامة تميّزهم عن غيرهم وتشير إلى أنّهم من الخالصين ومن أصحاب الامتيازات!
إنّ آباء الكنيسة يدعون مريم العذراء سلّم السماء لأنّ بها انحدر المخلّص من السماء إلى الأرض وبها يصعد البشر من الأرض إلى السماء. ويدعونها أيضًا أمّنا حواء الثانية. فحواء أمّنا الأولى أغلقت بوجهنا باب السماء وحوّاء أمّنا الثانية فتحته بوجهنا. حواء أمّنا الأولى ولدتنا أمواتًا بالخطيئة الأصليّة. وحوّاء الثانية ولدت لنا الحياة يسوع المسيح.
فكم ينبغي لنا نحن أبناء مريم العذراء أن نفكّر دائمًا بالسماء حيث أمّنا مريم العذراء بمجدها وعظمتها وسعادتها. ونجتهد بأن نحسن إكرامها لها لأنّه بقدر ما نكرّمها ونقتدي بفضائلها نكون قريبين منها في السماء. قال كاهن لامرأة تنازع – الحمد لله صرت أحسن – أجابت بحسرة إذًا لا أموت الآن فأتأخّر عن مشاهدة أمّي مريم العذراء في السماء؟

خبر:
جاء في كتاب عجائب العذراء أنّ شابًّا مشتركًا بأخويّة العذراء اتّفق مع رفقة له أشرار على فعل خطيئة قبيحة. وبينما هم ذاهبون إلى المكان المعيّن. إذا بيد خفيّة لم يرها غير الشاب ضربته ضربة قويّة على صدره وسمع صوتًا لم يسمعه رفاقه يقول له: أنت ابن أخويّة العذراء وتتجاسر على ارتكاب مثل هذه القبائح؟
فللوقت سقط الشاب على الأرض كالميت فأسرع رفاقه ينهضونه ويشجّعونه ويسألونه عمّا يؤلمه؟ أمّا هو فلم يجبهم بشيء سوى قوله خذوني إلى الكاهن. فمع أنّ رفقاءه كان مرادهم تتميم قصدهم القبيح،الا انهم أجابوا رغبته نظرًا لإلحاحه وحملوه إلى الكنيسة ودعوا له الكاهن. فقصّ الشاب على الكاهن ما جرى له واعترف اعترافًا كاملاً بدموع غزيرة وتوبة شديدة وعاش فيما بعد عيشة صالحة طاهرة! فلتكن مباركة تلك اليد التي ضربته على صدره فخشعت قلبه وجذبته عن طريق الخطيئة إلى طريق الفضيلة والقداسة!
فيا ليت مريم العذراء تصفعنا كلّ مرّة نريد أن نصنع الخطيئة فنخاف ونرتدع!


إكرام: "تأمل بسعادة مريم العذراء في السماء 
وتشوّق إلى أن تكون معها".


نافذة: "يا باب السماء تضرّعي لأجلنا".


عن كتاب: شهر أيّار
تأمّلات في طلبة العذراء - للخوري مخايل صافي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صلاة يوم الخميس أكراماً للقربان المقدس🕯🙏

صلاة الى مار عبدا

صلاة قويّة للروح القدس