تأمّلات في طلبة القديسة العذراء مريم
"تأمّلات في طلبة القديسة العذراء مريم"
للخوري مخايل صافي
اليوم العشرون
نتأمّل: "يا شفاء المرضى"
لو طالعنا تاريخ عجائب مريم لرأينا المرضى الذين شفتهم مريم العذراء لا يحصى لهم عدد. فمنذ بدء المسيحيّة والناس يلجأون إلى العذراء لشفاء مرضاهم حتّى غدت الكنائس المقامة على اسم العذراء وإكرامها تتجاوز مئات الألوف في العالم. وفي كلّ كنيسة من هذه الكنائس يخبرك أهل القرية والجوار عن عجائب شفاء تمّت بواسطة مريم العذراء. هذا ما عدا المعابد المشهورة بكثرة العجائب مثل معبد العذراء في لورد الذي يؤمّه كلّ سنة مئات الألوف من الزوّار من كلّ أقطار العالم. بينهم عدد كبير من المرضى الذين يشفون بواسطة مريم العذراء حتّى أصبح ماء مغارة لورد دواء عجيبًا يشهد لمفعوله العجيب لجنة أطباء مقامة في لورد بينهم أطبّاء غير مؤمنين يعترفون ويقرّون بمفعول ماء لورد العجيب. لذلك إذا نادى المؤمنون مريم العذراء يا شفاء المرضى فهم على صواب وهي جديرة بهذا الاسم. ولكن لا ننسى أنّ مرضى النفس الذين شفتهم العذراء هم أكثر من مرضى الجسد. ولكن ما يحزن قلب العذراء هو أنّنا لا نلجأ إليها إلاّ إذا أصابنا مرض جسديّ. فنقدّم لها النذور والتقادم متذلّلين بينما تكون نفسنا منذ شهور وسنين مريضة بالخطيئة ولا نبالي. فكم يسرّ أمّنا أن نهتم بشفاء نفوسنا كما نهتمّ لشفاء أجسادنا. فلنلجأ إليها لتشفي نفوسنا من العادات السيّئة والسلوك المخالف شرائع الله. كما نطلب منها شفاء جسدنا.
خبر:
أصيبت الفتاة، إيرما ديبوا، بارتخاء في رجليها ذاقت بسببه أشدّ الآلام مدّة سنتين. ولم تعد قادرة على المشي إلاّ بمساعدة عكازتين. التمست من والديها الذهاب إلى لورد راجية أن تشفيها العذراء. فأخذها والداها إتمامًا لرغبتها. ورافقهم في السفر إلى لورد صديق لوالدها محام غير مؤمن رام أن يشاهد بعينيه ما كان يسمعه بأذنيه عن عجائب سيدة لورد.
وصلوا إلى لورد بعد عناء سفر طويل. فغسلت الفتاة إيرما المذكورة رجليها بماء المغارة عدّة مرّات وهي كلّها رجاء وثقة بأنّ العذراء تشفيها. وما لبثت أن نهضت ومشت وحدها بدون العكازتين إلى أمام تمثال العذراء فرحة مبتهجة تصرخ: لقد شفيت. لقد شفيت. فلمّا شاهد المحامي هذا المشهد العجيب دهش كلّ الدهش وتأثّر تأثّرًا بليغًا من عظمة وقدرة العذراء وذهب إلى المطران وقصّ عليه خبر الأعجوبة التي شاهدها بعينيه. ومنذ ذلك الوقت آمن وأصبح حارًّا بإيمانه وبإكرامه للعذراء.
إكرام: في كلّ شدّة ومرض الجأ إلى العذراء برجاء
وثقة وتقوى وهي لا تخيب رجاءك.
نافذة: يا شفاء المرضى. تضرّعي لأجلنا.
عن كتاب: شهر أيّار
تأمّلات في طلبة العذراء - للخوري مخايل صافي
تعليقات
إرسال تعليق