مخافة الله



"مخافة الله"

"قداسة البابا شنوده"


يقول بعضهم: ما دمنا نتعامل مع إله محب حنون غفور، لذلك لا نخاف شيئًا، فمهما أخطأنا هو يغفر لنا، وهكذا ينقادون إلى الاستهتار والاستباحة واللامبالاة! 
ولا شك أنّهم يحتاجون كل الاحتياج إلى مخافة الله،
وقد قال داود النبي: بدء الحكمة مخافة الله (سفر المزامير 111: 10).

يلزم في هذا الجيل أنّ نتحدث عن المخافة:
لأنه قد انتزع الخوف من قلوب الكثيرين، حتى من الصغار الذين لا يخافون من أبّ ولا من أم، ولا من معلم، ولا من شيخ، ولا من رئيس، ولا من أيّ سلطة في المدرسة أو في الشارع أو في العمل.

قال أحد القديسين: 
"إنّي أخاف من ثلاثة أمور: 
أخاف من لحظة مفارقة روحي لجسدي 
وأخاف من ساعة الوقوف أمام الديان العادل، 
كذلك أخاف من لحظة صدور الحكم عليّ".

فإنّ كان القديسون يخافون هكذا،  
فماذا نقول نحن عن أنفسنا؟

إن مخافة الله لازمة لنا لتصدّنا عن ارتكاب الخطايا والذنوب والآثام‏.

ومخافة الله تعود أيضاً إليّ الجدية في الحياة الروحية‏، 
وأنّ يكون الإنسان ملتزماً على الدوام‏.‏

أمّا حيث لا تكون هناك مخافة‏، فبالتالي لا توجد ضوابط‏، ويتحول الشخص إلى التسيُّب واللامبالاة‏..‏. 

أمّا الإنسان الملتزم الجاد‏، فإنّه يقول في نفسه إن الله سوف يحاسبني على أدق الأمور‏.‏

فلا يجوز أن أتهاون أو أتساهل لذلك فهو يحاسب نفسه على كل تصرف‏، بل أيضاً على كل أفكاره ونياته‏، وعلى كل صغيرة وكبيرة‏ ويشعر كما لو أنه واقف أمام جهاز تسجيل‏,‏ يسجل عليه كل مشاعره وعواطفه‏..‏. وهذا المسجل سيذاع في اليوم الأخير‏,‏ أمام الملائكة وكل البشر‏.‏

وهكذا فإن المخافة تقود الإنسان إلى النمو الروحي‏، وما يلزم هذا النمو من الجهاد والتعب‏، لكي يتقدم في كل يوم عن سابقه‏، حتى يصل إلي الكمال النسبي المطلوب منه‏..‏. 

وكلما رأى أن الطريق طويل أمامه‏، حينئذٍ يصل إلي اتضاع القلب‏، وتقوده المخافة إلى الخشوع‏، ليس في وقت الصلاة فقط‏،  إنَّما في كل حين.



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صلاة يوم الخميس أكراماً للقربان المقدس🕯🙏

صلاة الى مار عبدا

صلاة قويّة للروح القدس