تأمّلات في طلبة القديسة مريم العذراء




"تأمّلات في طلبة القديسة مريم العذراء"
"للخوري مخايل صافي"

اليوم الواحد والعشرون

نتأمّل: "يا ملجأ الخطاة"

لولا مريم العذراء لكان كثيرون من الخطأة يهلكون. فمريم العذراء هي أمّ البشر وقلبها قلب أم لا بل أنّ قلبها يحوي كلّ ما في قلوب الأمّهات من عواطف الشفقة والحنان والحبّ. يحوي كلّ ما في قلوب الأمّهات من صبر واحتمال وتضحية. فهي دائمًا تتوسّل لدى ابنها يسوع المسيح من أجلهم لكي تهدّئ غضبه ويمهلهم لكي يتوبوا ويرجعوا إليه. فإنّ كثيرين من الخطأة تابوا عن شرورهم ورجعوا إلى الله في آخر حياتهم. فما ذلك إلاّ من توسّلات مريم العذراء ملجأ الخطأة لدى ابنها يسوع المسيح. فكم من الخطأة حازوا نعمة التوبة عند ساعة الموت لأجل إكرام صغير لمريم العذراء. فالأمّ وإن غضبت على ابنها الذي أهانها وتمرّد عليها وابتعد عنها، فهي تنسى الإهانة وتفكّر فيه وتشتاق إليه وتتوق إلى رجوعه. هكذا تفعل أمّنا مريم العذراء. وإن تكدّرت من أبنائها الخطأة الذين أهانوها وأهانوا ابنها يسوع المسيح وابتعدوا عنها فإنّها تنسى خطاياهم وتتوسّل إلى ابنها من أجلهم. ما أجمل قولنا عندما نتلو السلام: صلّي لأجلنا نحن الخطأة، الآن وفي ساعة موتنا. إنّ القدّيسة مدلين رأت ذات يوم رؤيا هي أنّها شاهدت مركبًا في البحر الهائج تضربه الأمواج وتحاول إغراقه وهو مملوء من الذين يكرّمون مريم العذراء. ورأت مريم العذراء ماسكة بيدها دفّة المركب تقوده إلى الشاطئ سالـمًا.
وإحدى الراهبات القدّيسات رأت رؤيا سماويّة هي أنّها شاهدت كثيرين من الخطأة الذين كانوا يستحقّون الهلاك يصعدون إلى السماء بواسطة مريم العذراء.

خبر:
جاء في كتاب عجائب مريم أنّ رجلاً اسبانيًّا ترك الدين وابتعد عن الله. فلم يهمل فقط الاعتراف والتناول والقدّاس وباقي الأمور الدينيّة بل كان يسخر من الذين يمارسونها. وكان يقاوم الدين ورجال الدين. إلاّ أنّه كان رغم كلّ ذلك قد اعتاد عادة تأصّلت فيه منذ الصغر فبقي محافظًا عليها وهي تلاوة السلام الملائكي صباحًا ومساءً. مرض هذا الرجل مرضًا شديدًا ينذر بالموت. فلم يتجاسر أحد أن يكلّمه بشأن الخوري والاعتراف خوفًا من أن يجدّف على الله وعلى الاعتراف، لعلمهم بما هو عليه من الكفر والكراهية للدين. وبينما هم يتشاورون في طريقة تجعل هذا المسكين يعترف ويتناول، إذا بهم يسمعونه ينادي إيتوني بالكاهن إيتوني بالكاهن. ورأوا دموعه تنهمر بغزارة فدهشوا لهذا الأمر وأتوه بالكاهن فاعترف بندامة شديدة وتناول القربان المقدّس بورع وتقوى. وسبب رجوع هذا الخاطئ هو أنّ مريم العذراء ملجأ الخطأة لم تدع تلك الإكرام الصغير التي كان يمارسها صباحًا ومساء تذهب ضياعًا. فظهرت له وأرته نار جهنّم الهائلة المزمع أن يُلقى فيها إذا لم يتب. فخاف المسكين خوفًا شديدًا وأخذ يذرف دموع التوبة والانسحاق على خطاياه واعترف بها شاكرًا حنان العذراء ملجأ الخطأة.

إكرام: "اتلِ كلّ يوم السلام عليك أيّتها الملكة أمّ الرحمة والرأفة إكرامًا للعذراء".
نافذة: "يا ملجأ الخطأة صلّي لأجلنا نحن الخطأة 
الآن وفي ساعة موتنا".


عن كتاب: شهر أيّار
تأمّلات في طلبة العذراء - للخوري مخايل صافي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صلاة يوم الخميس أكراماً للقربان المقدس🕯🙏

صلاة الى مار عبدا

صلاة قويّة للروح القدس