تأمّلات في طلبة القديسة مريم العذراء



"تأمّلات في طلبة القديسة مريم العذراء"
للخوري مخايل صافي


اليوم الثالث والعشرون

نتأمّل: "يا معونة النصارى"

إنّ أعداء خلاصنا كثيرون. الجسد والعالم والشيطان وهؤلاء الأعداء هم أقوياء أشدّاء لا تستطيع مقاومتهم والانتصار عليهم بدون معونة سماويّة. وهذه المعونة لا تأتينا إلاّ من مريم العذراء. لذلك تعلّمنا الكنيسة المقدّسة أن ندعوها يا معونة النصارى.
فالعدو الأوّل وهو الجسد يجرّنا بأمياله المنحرفة وشهواته الفاسدة إلى الخطيئة. وما اخترعه العالم من تجمّل وزينة ولبس غير لائق يساعد الجسد على التمرّد والجموح والتدهور في الرذيلة والشر. 
العدو الثاني هو العالم بما فيه من مذاهب لا دينيّة تبلبل الأفكار وتفسد القلب. بما فيه من شكوك وأمثلة رديئة تدفع إلى الإثم والخطيئة. والعدو الثالث هو الشيطان وهو أقوى وألدّ عدوّ لنا يستخدم الجسد وعواطفه الفاسدة والعالم وإغراءاته. وبذل كلّ قواه ليقودنا إلى الهلاك. فهذا العدوّ أي الشيطان، خزاه الله، لا يكتفي بأن يحرّك ضدنا الجسد وأمياله المنحرفة والعالم وغواياته بل يجنّد ضدّنا أعداء الدين ملوكًا وأممًا وشعوبًا ليناصبونا العداء ويشهروا علينا حروبًا واضطهادات شديدة فيقتلون منّا ويأسرون ويشتّتون. فتجاه هؤلاء الأعداء الأقوياء فما علينا إلاّ أن نلجأ إلى أمّنا مريم العذراء قائلين لها: يا معونة النصارى تضرّعي لأجلنا.

خبر:
في سنة 1570 وجّه سليم الثاني سلطان الأتراك اسطولاً بحريًّا قويًّا جدًّا ليغزو به أوروبا المسيحيّة ويضمّها إلى ولاياته. فتهيّبت أوروبا وخافت سوء العاقبة. فاجتمع لمقابلته أسطول البندقيّة وإسبانيا وإيطاليا تحت قيادة ولي عهد النمسا. وقبل أن تدور المعركة أرسل البابا يطلب من المسيحيّين أن يرفعوا إلى الله الصلوات والتضرّعات بواسطة مريم العذراء وشفاعتها لكي يقي النصرانيّة من هول ذلك الخطر. فهبّ المسيحيّون إلى الكنائس يقرعون الصدور أمام إيقونات العذراء طالبين منها بثقة وإيمان أن لا تهمل المسيحيّين بل تنصرهم على أعدائهم. بدأت المعركة وكانت حامية جدًّا. فما عتم أن دحر الأسطول التركي الجبّار شرّ اندحار بعد أن غرق منه أكثر من مئتي سفينة وقتل أكثر من ثلاثة آلاف بحّار من جنوده. فلمّا وصل خبر هذا الانتصار إلى مسامع البابا بيوس الخامس القدّيس امتلأ قلبه فرحًا وعزاء واتّجه نحو مريم العذراء ذارفًا دموع الشكر وقائلاً: يا معونة النصارى. ثمّ أدرج النافذة في طلبة للعذراء. فعلينا نحن النصارى عند الاضطهاد أن نلجأ إلى أمّنا مريم العذراء معونة النصارى طالبين منها العون والمساعدة. وكذلك في كلّ محنة وتجربة ندعوها يا معونة النصارى.


إكرام:  "احمل دائمًا على صدرك أيقونة العذراء ووجّه إليها عاطفة احترام صباحًا ومساءً، طالبًا معونتها في نهارك".

نافذة: "يا معونة النصارى تضرّعي لأجلنا".


عن كتاب : شهر أيّار
تأمّلات في طلبة العذراء - للخوري مخايل صافي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صلاة يوم الخميس أكراماً للقربان المقدس🕯🙏

صلاة الى مار عبدا

صلاة قويّة للروح القدس