تأمّلات في طلبة القديسة العذراء مريم



"تأمّلات في طلبة القديسة العذراء مريم" 
للخوري مخايل صافي

اليوم الرابع عشر
نتأمّل: "يا أرزة لبنان"


قال الكتاب المقدّس عن سيّدتنا مريم العذراء: ارتفعت كالأرز في لبنان. والكنيسة المقدّسة تدعوها بالطلبة، يا أرزة لبنان. ذلك لأنّ الأرز يرمز إلى فضائل العذراء. فهو بعلوه وارتفاعه يرمز الى الرفعة والشرف والمجد. وسيّدتنا مريم العذراء هي رفيعة وشريفة ومجيدة. الأرز يرمز إلى الدوام والخلود، تمرّ السنون والأجيال وهو ثابت لا يتغيّر وسيّدتنا مريم العذراء خالدة بمجدها. الأرز دائم الخضرة، فلا الصيف بحرّه ولا الشتاء بأمطاره وعواصفه وبرده، ولا الخريف بيبوسته تقدر أن تغيّر شيئًا من جماله فهو دائمًا أخضر نضر. وسيّدتنا مريم العذراء لم يستطع لا الشيطان ولا العالم ولا الجسد أن يغيّروا جمال نفسها ونقاوة قلبها. الأرز لا ينخره سوس ولا تفسده حشرة وخشبه غير قابل للفساد. وسيّدتنا مريم العذراء لم تستطع حشرة الخطيئة الأصليّة أن تفسدها ولا سوس الخطايا أن ينخرها! الأرز يمدّ أغصانه إلى مسافة بعيدة ويلطّف من حرارة الشمس ويهب من يستظلّ به برودة وطراوة عذبة. وسيّدتنا مريم العذراء تظلّل بحمايتها من يحتمي بها ويلجأ إليها وتهبه طراوة سماوية عذبة.
الأرز ينشر رائحة عطره يستنشقها من يدنو منه. وسيّدتنا مريم العذراء تفوح منها رائحة الفضيلة والقداسة والعطف والحنان على أولادها وبنيها يستنشقها من يكرمها ويعيش تحت ظلّها! فبالصواب قال الكتاب المقدّس عن سيّدتنا مريم العذراء. ارتفعت كالأرز في لبنان. وبالصواب تدعوها الكنيسة المقدّسة بالطلبة. يا أرزة لبنان تضرّعي لأجلنا.

خبر عن شدّة عذاب المطهر:
أخبر القدّيس أنطونيوس أسقف فلورنسا قال: إنّ الله افتقد رجلاً خاطئًا بمرض مؤلم جدًّا. فتاب الرجل ورجع إلى الله ثمّ أخذ يطلب من الله أن يميته ليتخلّص من آلامه الشديدة. فظهر له ملاك الله وخيّره أن يختار أحد أمرين، إمّا أن يمكث سنتين أيضًا في مرضه متألّمًا وإمّا أن يموت ويمكث في المطهر ثلاثة أيّام فقط كفارة عن خطايا حياته. فرأى الرجل أن يختار ثلاثة أيّام في المطهر ظنًّا منه أنّها تكون أخفّ بكثير من سنتين مرض مؤلم. فمات وذهبت نفسه إلى المطهر. فأتاه الملاك يعزّيه وكان لم ينقض عليه ساعة واحدة في المطهر. فقال للملاك: ما كنت أظنّ أنّ الملاك يكذب. فكيف قلت لي أنّي أبقى ثلاثة أيّام فقط في المطهر. وها إنّ لي أكثر من سنة. فقال الملاك ليس لك هنا في المطهر إلاّ ساعة واحدة وجسدك لم يبرد بعد وأهلك حولك لم يصدّقوا أنّك مت. فأخذ الرجل يترجّى الملاك لكي يتوسّط له عند الله فيردّ نفسه إلى جسده فيتحمّل آلام مرضه سنين طويلة إلى ما يشاء الله. فأعاد الله نفسه إلى جسده. وصار يحتمل ليس بصبر فقط آلامه بل بفرح ويراها خفيفة جدًّا بالنسبة إلى عذابات المطهر!


إكرام: "اجتهد أيّها المسيحيّ أن تحتمل آلام الحياة بصبر فتوفّر عليك عذابات المطهر الشديدة"!


نافذة: "يا أرزة لبنان تضرّعي لأجلنا".


عن كتاب: شهر أيّار
تأمّلات في طلبة العذراء - للخوري مخايل صافي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صلاة يوم الخميس أكراماً للقربان المقدس🕯🙏

صلاة الى مار عبدا

صلاة قويّة للروح القدس