تأمّلات في طلبة القديسة العذراء مريم



تأمّلات في طلبة القديسة العذراء مريم
للخوري مخايل صافي

اليوم السابع عشر
نتأمّل: "يا تابوت العهد"


كان تابوت العهد مصنوعًا من خشب السنط الذي لا يعتريه فساد ومطليًا بالذهب من الداخل والخارج وقد سمّوه عرش النعمة لأنّ الله كان يتجلّى بمجده عليه عندما يكلّم موسى. وكان هذا التابوت يحوي ثلاثة أشياء: لوحَي الوصايا العشر التي كتبها الله وسلّمها إلى موسى ليعلّمها الشعب. وجرّة مملوءة من المنّ الذي أنزله الله من السماء للشعب، الإسرائيليّ في البرية يقتاتون به بدلاً من الخبز. وقد أمر الله أن يضعوا هذا المنّ في التابوت لكي يتذكّر الأبناء الأعجوبة العظمى التي صنعها الله مع آبائهم إذ قد قاتهم مدّة أربعين سنة بخبز من السماء.
وفي التابوت عصا هارون التي أورقت بأعجوبة. وذلك أنّ أسباط إسرائيل الاثني عشر لـمّا تذمّروا على موسى كيف يتولّى أخوه هارون رئاسة الكهنوت، كلّم الربّ موسى قائلاً: ليضع كلّ رئيس سبط عصاه في المقدس وفي اليوم التالي تنظرون. فمن عصاه أورقت وأزهرت أكون قد اخترته لرئاسة الكهنوت. ففعلوا كما أمر الربّ. وإذا بعصا هارون قد أورقت وأزهرت إثباتًا لاختيار الربّ هارون لرئاسة الكهنوت.

وتابوت العهد قد سمّي كذلك لأنّه كان علامة للعهد الذي قطعه الله للشعب الإسرائيليّ وهو أنّه يكون الله معهم ويحافظ عليهم وينصرهم على أعدائهم أن ثبتوا محافظين على وصاياه العشر التي سلّمها موسى. فالكنيسة تعلّمنا أن ندعو سيّدتنا مريم العذراء تابوت العهد لأنّه يرمز إليها. فتابوت العهد كان يحمل وصايا الله العشر كلمات الله وسيّدتنا مريم العذراء حملت يسوع المسيح كلمة الله وابن الله!! تابوت العهد حمل جرّة المنّ قوت الجسد وغذائه وسيّدتنا مريم العذراء حملت سيّدنا يسوع المسيح قوت النفس وغذاءها!! تابوت العهد حمل عصا هارون التي أورقت وأزهرت إثباتًا لاختيار الله هارون لرئاسة الكهنوت. وسيّدتنا مريم العذراء حملت سيّدنا يسوع المسيح مصدر الكهنوت ومعطي السلطان الكهنوتيّ للكهنة والأحبار.

خبر: 
قد صنع الله عجائب كثيرة بواسطة تابوت العهد. من هذه العجائب أنّ الشعب الإسرائيليّ لـمّا أراد أن يعبر نهر الأردنّ ولم يتمكّن من العبور لقوّة النهر وشدّة اندفاعه. حمل الكهنة تابوت العهد وعبروا أمام الشعب فوقف جريان النهر وارتفع الماء الجاري مثل سور عظيم، فعبر الشعب على اليبس ولـمّا عبر الشعب عاد النهر إلى جريانه!
ولـمّا وقعت حرب بين الشعب الإسرائيليّ وسكّان أريحا المدينة العظيمة ولم يتمكّن الشعب الإسرائيليّ من فتح المدينة لأنّها كانت محصّنة بأسوار قويّة حمل الكهنة تابوت العهد وداروا حول المدينة سبع مرّات ثمّ نفخوا بالأبواق فسقطت أسوار المدينة فدخلوها واستولوا عليها!
وذات مرّة أخذ الفلسطينيّون تابوت العهد من الإسرائيليّين وحقّروه وازدروه ووضعوه مع أصنامهم. ففي اليوم التالي وجدوا أصنامهم ساقطة عن كراسيها ورؤوسها منحنية أمام تابوت العهد. وصبّ الله غضبه على الفلسطنيّين أمراضًا وأوبئة وموتًا فخافوا وارتاعوا وأعادوا تابوت العهد إلى الإسرائيليّين بكلّ احترام وإكرام.
فإذا كان الله قد صنع العجائب بواسطة تابوت العهد لكي يجعل الشعب يكرّم ويحترم تابوت العهد الذي حوى لوحَي الوصايا وجرّة المنّ وعصا هارون، أمّا تراه يصنع العجائب بواسطة سيّدتنا مريم العذراء التي حملت سيّدنا يسوع المسيح لكي يجعل الناس يكرّمونها ويحترمونها؟ 


إكرام: "ضَعْ في غرفتك صورة العذراء 
وقدّم لها الإكرام في الصباح والمساء".

نافذة: "يا تابوت العهد تضرّعي لأجلنا".


عن كتاب: شهر أيّار
تأمّلات في طلبة العذراء - للخوري مخايل صافي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صلاة يوم الخميس أكراماً للقربان المقدس🕯🙏

صلاة الى مار عبدا

صلاة قويّة للروح القدس