تأمّلات في طلبة القديسة العذراء مريم



"تأمّلات في طلبة القديسة العذراء مريم"
للخوري مخايل صافي

اليوم السادس عشر
نتأمّل: "يا بيت الذهب"

في العهد القديم أمر الله موسى بأنّ يطلي تابوت العهد بالذهب الخالص إكرامًا لما داخل التابوت الذي كان يحوي لوحَي الوصايا وجرّة المنّ وعصا هارون التي أورقت وأزهرت.
وفي العهد الجديد تأمر الكنيسة المقدّسة بأن تكون آنية القدّاس الكأس وصينيّة الكأس وحقّ القربان وغيرها من أواني القدّاس من الذهب أو الفضّة أو مطليّة بالذهب أو الفضّة ذلك لأنّه يوضع فيها وعليها القربان المقدّس.
فإذا كان الله أمر موسى بأن يطلي تابوت العهد بالذهب الخالص لأنّ فيه لوحَي الوصايا وجرّة المنّ وعصا هارون. أفلا يكون الله قد جعل مريم العذراء أجمل من بيت الذهب لأنّه هو خلقها وصنعها لتكون بيتًا يستقرّ فيه يسوع المسيح المنّ السماويّ، وربّ الوصايا، والزهرة التي أعطت العالم ثمرة الحياة.
والكنيسة تدعو مريم العذراء بيت الذهب لأنّ يسوع المسيح اتّخذ حشاها مسكنًا له. فهي بيت من الذهب الإلهيّ لأنّ الله قد صنع هذا البيت بيديه الإلهيّتين ليليق بأن يكون مخدعًا لابنه القدّوس.
فيجدر بنا نحن أولاد مريم العذراء أن نحافظ على نقاوة قلوبنا التي يسكن فيها يسوع المسيح بواسطة التناول!

خبر: "عن ميلاد سيّدتنا مريم العذراء"
كان يواكيم وحنّة زوجين صالحين وفاضلين جدًّا وكانا قد طعنا في السنّ ولم يرزقا ولدًا. وكانا يصلّيان ويبتهلان إلى الله بحرارة لكي يرزقهما ولدًا. فظهر لهما الملاك وقال لهما إنّ الله يرزقهما ابنة تسمّيانها مريم وسيولد منها مخلّص العالم. ففرحا ببشارة الملاك. ولم يمضِ زمن حتّى رزقهما الله ابنة سمّياها مريم كما قال الملاك. ولـمّا كبرت قليلاً قدّماها للهيكل لأنّهما كانا نذراها لخدمة الله. فربيت مريم في الهيكل تخدم وتتعلّم الكتب المقدّسة. مات والداها وهي صغيرة.
فكانت مريم تقضي أوقاتها في الصلاة والتأمّل وخدمة الهيكل ومطالعة الكتب المقدّسة وتتأمّل خاصّة في تلك العبارة التي تنبّأ بها أشعيا النبي قائلاً: ها إنّ العذراء تحبل وتلد ابنًا يخلّص العالم. فكانت تغبط تلك العذراء التي تصير أمًّا لمخلّص العالم وتتمنّى أن تكون لها خادمة. فلم يمضِ زمن حتّى أتاها الملاك ينحني أمامها باحترام بليغ ويبشّرها بأنّها هي تلك العذراء التي تلد مخلّص العالم. فقالت للملاك ها أنا أمة الربّ فليصنع بي ما يشاء. وبهذا أعطت العذراء ذاتها كلّها للربّ. والقداسة تقوم بأن يعطي الإنسان ذاته كلّها فلنقتدِ نحن بأمّنا مريم العذراء ونقدّم ذاتنا كلّها للربّ.

إكرام: "كلّ مرّة تمرّ أمام كنيسة للعذراء 
أو يقع نظرك على صورة للعذراء،
قل لها السلام لك يا أمّ الله. فأنت أمّي أيضًا".


نافذة: "يا بيت الذهب تضرّعي لأجلنا".


عن كتاب: شهر أيّار
تأمّلات في طلبة العذراء - للخوري مخايل صافي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صلاة يوم الخميس أكراماً للقربان المقدس🕯🙏

صلاة الى مار عبدا

صلاة قويّة للروح القدس