تأمّلات في طلبة القديسة مريم العذراء



"تأمّلات في طلبة القديسة مريم العذراء"
للخوري مخايل صافي

اليوم التاسع عشر
نتأمّل: "يا نجمة الصبح"

إنّ الكنيسة المقدّسة تدعو مريم العذراء نجمة الصبح لأنّ هذه النجمة تشير إلى بزوغ الصباح فيهشّ لها المسافرون في البحار والسائرون في القفار إذ يستبشرون بقدوم النهار وزوال الليل المدلهم ويستهدون بها في الصحاري فلا يضلّون، وفي البحار فيبلغون الميناء سالمين. فنحن المسافرين في بحر وصحاري هذا العالم المظلم المضلّل يمكننا بواسطة مريم نجمة السماء أن نستهدي إلى ميناء الحياة الخالدة. وكما أنّ طلوع نجمة الصبح يطرد جيوش الظلام ويؤذن بإشراق الشمس هكذا كان ظهور مريم العذراء التي هي أبهى وأبهج من الفجر. بشرى للعالم بإشراق شمس العدل الإلهيّ يسوع المسيح ابنها الذي هو النور والحقّ ومبدّد ظلمة الوثنيّة التي كانت تتسكّع فيها المسكونة قبل مجيئه... وسفر نشيد الأنشاد يقول عن العذراء، من هذه المشرقة كالصبح، الجميلة كالقمر، الساطعة كالشمس، المرهوبة كصفوف تحت الرايات؟
فالقدّيس برنردوس يخاطب المؤمنين عن مريم النجمة السماوية قائلاً: أنتم يا من تعيشون في مدّ وجزر بحر هذا العالم تلطمكم العواصف والأمواج حدقوا إلى هذه النجمة السماويّة كما يحدّق المسافرون في نجمة الصبح فلا تهلكوا. يا من تثور عليكم رياح التجارب وتصدمكم أعاصير الشهوات حدّقوا إلى هذه النجمة السماويّة فتهديكم إلى ميناء الخلاص؟ أنتم يا من تضرب سفينتكم أمواج الأخطار والشدائد وعواصف المحنّ واليأس فلا تيأسوا. التفتوا إلى هذه النجمة السماويّة فتعينكم. وإذا رزحتم تحت أثقال الإثم وأثخنت نفوسكم جراح الخطيئة وهلعتم من الدينونة الرهيبة، التفتوا إلى مريم العذراء وادعوها فتخلّصكم. ويقول هذا القدّيس أيضًا: إنّ مريم العذراء إذا تبعتها فلا تتيه، وإذا دعوتها فلا تيأس، وإذا أسندتك فلا تعثر. وإذا حمتك فلا تخاف.

خبر:
إن كاهنًا زار مريضًا فأعلمه أهل المريض بأنّ مرضه شديد. والطبيب قطع الأمل من شفائه. ولا يجرؤ أحد أن يفاتحه بشأن الاعتراف والمناولة لأنّه كان كلّ مرّة يفاتحونه بهذا الأمر يلعن ويسبّ ويجدّف. ولـمّا كان أهله من الأتقياء الصالحين خافوا أن يموت مريضهم دون مصالحة مع ربّه ولاسيّما أنّه كان عائشًا عيشًا رديئًا. فأشار عليهم الكاهن أن يضعوا في ثيابه أيقونة ثوب العذراء دون أن يشعر بذلك، وأن يصلّوا لأجله. مؤكّدًا لهم أنّ ثوب العذراء له فاعليّة عظمى. فبعد أنّ ذهب الكاهن صنع الأهل كما أشار عليهم. وفي اليوم التالي طلب المريض بإلحاح أن يدعو إليه الكاهن. فجاء الكاهن فاعترف بندامة وانسحاق وتناول القربان المقدّس بخشوع. ثمّ أخذ يحرّض ابنه على أن يعيش في خوف الله قائلاً له: يا ابني كان ضميري مضطرّبًا جدًّا أمّا بعد اعترافي ومصالحتي مع الله فقد شعرت براحة ضمير لا يوازيها شيء في هذه الدنيا!

إكرام: "أحمل دائمًا أيقونة ثوب العذراء في عنقك وقبلها في الصباح وفي المساء".

نافذة: "يا نجمة الصبح تضرّعي لأجلنا".


عن كتاب: شهر أيّار
تأمّلات في طلبة العذراء - للخوري مخايل صافي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صلاة يوم الخميس أكراماً للقربان المقدس🕯🙏

صلاة الى مار عبدا

صلاة قويّة للروح القدس