تأمّلات في طلبة القديسة مريم العذراء



"تأمّلات في طلبة القديسة مريم العذراء
للخوري مخايل صافي

اليوم الرابع والعشرون

نتأمّل: "يا سلطانة الملائكة، 
يا سلطانة الآباء، يا سلطانة الأنبياء"

لا نعجب إذا دعت الكنيسة المقدّسة مريم العذراء سلطانة الملائكة. فابنها يسوع هو ملك الملائكة وهم خدّامه وجنوده، وأمّ الملك تكون أرفع من خدّام ابنها. وعلى خدّام ابنها أن يطيعوها لاسيّما وقد جعلها ابنها سلطانة السماء والأرض ورفع عرشها فوق الملائكة. فالقدّيس يوحنّا قد شاهد في رؤياه ملكة عظيمة جالسة على عرش فوق عروش السماويّين. وجهها كالشمس وتحت قدميها القمر وعلى رأسها إكليل من اثني عشر كوكبًا.

يا سلطانة الآباء.
إنّ الكنيسة المقدّسة تدعو القدّيس أغوسطينوس والقدّيس باسيليوس والقدّيس يوحنّا فم الذهب والقدّيس إيرونيموس وغيرهم من الذين دافعوا عن الإيمان بتعاليمهم وكتاباتهم ومواعظهم آباء وكذا في العهد القديم تدعو نوحًا وإبراهيم ويعقوب وإسحق وغيرهم آباء. فكم أجدر بمريم العذراء أن تدعى سلطانة الآباء لأنّها ولدت يسوع المسيح رجاء الآباء ومحور تعاليمهم وأساس الدين؟

يا سلطانة الأنبياء.
قال سيّدنا يسوع المسيح عن يوحنّا المعمدان: لم يقم في مواليد النساء نبيّ أعظم منه. وذلك لأنّ الأنبياء تكلّموا عن يسوع ودلّوا عليه عن بعد وأمّا يوحنّا المعمدان فتكلّم عن يسوع ودلّ عليه عن قرب إذ أشار إليه باصبعه قائلاً: هذا هو حمل الله الحامل خطايا العالم. فالأنبياء قد دلّوا على يسوع، أمّا مريم العذراء فقد أعطتنا يسوع ذاته، فهي تفوق الأنبياء شرفًا ومجدًا وهي سلطانتهم.

خبر:
جاء في كتاب أمجاد مريم أنّ أحد الشبّان كان مشتركًا بأخويّة العذراء ولكنّه أخذ يفتر شيئًا فشيئًا حتّى ترك الأخويّة وأهمل كلّ صلواته وانصبّ على الملاهي الفاسدة وعلى السكر والقمار وسائر المحرّمات إلى أن طفح كيل آثامه وشروره وصار في حوزة الشيطان. فظهر له يومًا الشيطان بصورة مرعبة جدًّا فخاف الشاب وذعر ذعرًا شديدًا واستغاث بالعذراء. فقال له الشيطان: عبثًا تستغيث بمن تركتها واعرضت عنها ولم تبال بها، فهي الآن تتركك ولا تبالي بك وقد أصبحت الآن تحت ولايتي وهلاكك مؤكّد. فلا يمكن تصوّر شدّة خوف ذاك الشاب المسكين وجزعه. إلاّ أنّه لم يقطع رجاءه من مريم العذراء. فجثا على ركبتيه مستغيثًا بها بدموع غزيرة وندامة شديدة على خطاياه وبدأ يتلو صورة اشتراكه بالأخويّة ولـمّا وصل إلى عبارة "وقد ألزمت نفسي وأفرزتها لخدمتك والتقيّد لك كلّ أيّام حياتي" ظهرت العذراء. فهرب الشيطان. وقالت له إنّك لم تتمّم ما تقول الآن فقد تركتني بالكليّة. فأنت لا تستحقّ أن أساعدك ولكنّي أستعمل معك الرحمة. فغيّر سيرتك وارجع إلى الأخويّة وتمّم فروضها. فنهض حالاً وذهب إلى الكنيسة واعترف بندامة وانسحاق وأصلح سيرته وصار حارًّا في إكرام العذراء شاكرًا إيّاها على رحمتها التي صنعتها معه.


إكرام: "افتخر أيّها المسيحيّ بأنّك تكرّم ملكة وسلطانة هكذا عظيمة ولا تخجل بإكرامها بل يجدر بك أن تتباهى".

نافذة: "يا سلطانة الملائكة، يا سلطانة الآباء، 
يا سلطانة الأنبياء تضرّعي لأجلنا".


عن كتاب: شهر أيّار
تأمّلات في طلبة العذراء - للخوري مخايل صافي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صلاة الى مار عبدا

تأمّلات في طلبة القديسة العذراء مريم

تأمل يومي: جيزل فرح طربيه