لتكن مشيئتك



"لتكن مشيئتك"

ما هي المشاعر التي كانت تغمر قلب يسوع عند دخوله الى العالم؟ 
سؤال قد يتبادر الى الذهن، 
أمَّا جوابه فيشير اليه الروح القدس في نص ورد على لسان المزمر، 
وردده العهد الجديد: قال عند دخوله العالم: لم تشأ ذبيحة ولا قربانًا، ولكنك اعددت لي جسداً. 
لم تقبل المحُرقات ولا الذبائح كفارة للخطايا. 
فقُلتُ حينئذ: "هاءَنذا آتٍ اللهم لأعْمَل مشيئتك"... 

لم تعد القرابين الدموية ولا ثمار الارض وبواكيرها مقبولة كما كانت في العهد القديم، بل تقدمة القلب والطاعة. لأنَّه في الطاعة لارادة الآب السماوي يكمن سر رسالة المسيح الخلاصية، فالطاعة هي أكمل تعبير لاسمى حب. 

فمنذ التجسد والولادة، ومنذ التقدمة في الهيكل واثناء سنوات الحياة الخفية البسيطة في الناصرة، ثمّ في الحياة العلنية كلها الى ساعة اتمام الذبيحة على الجلجلة كانت كلها أفعال حب وعطاء وطاعة، كقوله له المجد: “لانّي أعمل دائماً أبدًا ما يرضيه”. 

وكانت طاعة يسوع كاملة لا حدود لها، كقول بولس الرسول: "أطاع حتى الموت، موت الصليب".

فكم علينا أنّ نقتدي بيسوع فنطأطئ الرأس امام ارادة الله طائعين لتدابيره مرددين بتواضع وثقة وايمان: 
                             "لتكن مشيئتك".

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صلاة الى مار عبدا

تأمّلات في طلبة القديسة العذراء مريم

تأمل يومي: جيزل فرح طربيه