الصَّلاة سلاحٌ قويٌّ في الأَلم وَالمُعاناة

☦️ "الصَّلاة سلاحٌ قويٌّ في الأَلم وَالمُعاناة"

♥️ "القدِّيس يوحنَّا الذَّهبيّ الفم" ♥️

«أَوْجَاعُ المَوْتِ اكْتَنَفَتْنِي، وَأَهْوَالُ الجَحِيمِ أَدْرَكَتْنِي. لَقِيتُ الضِّيقَ وَالأَلَمَ، فَدَعَوْتُ بِاسْمِ الرَّبِّ» (مز ١١٦: ٣-٤)، أَي أَنَّ الأَحزان الَّتي لقيتُها دَفَعَتْني لأَدعوَ باسم الرَّبّ. أَرأَيتَ السِّلاح القويَّ؟ أَرأَيتَ التَّعزية الَّتي تطرد كلَّ حزنٍ من النَّفس؟ أَرأَيتَ النَّفس الَّتي تحترق شوقًا للسَّيِّد؟

إِنَّ اللّٰه دومًا على استعدادٍ ليعطينا كلَّ ما نطلب، فهو مَن يقول: «أَمْ أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ إِذَا سَأَلَهُ ابْنُهُ خُبْزًا، يُعْطِيهِ حَجَرًا؟ وَإِنْ سَأَلَهُ سَمَكَةً، يُعْطِيهِ حَيّةً؟ فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلاَدَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السّمَاوَاتِ، يَهَبُ خَيْرَاتٍ لِلّذِينَ يَسْأَلُونَهُ؟» (مت ٧: ٩-١١)، فلنلجأ إِليه دومًا وَندعوه مُعينًا لنا في الأَحزان، وَسنجدُه مُستعدًّا ليخلِّصَنا.

الَّذين يقعون في البحر وَيكونون على وشك الغرق، يطلبون في الحال مساعدة الموجودين على الشَّاطئ أَو قربهم، فيستدرُّون عطفهم وَمحبَّتهم البشريَّة نحوهم، رغم عدم وجود أَيَّ رابطٍ بينهم، فكم بالأَحرى السَّيِّد المحبّ البشر، الَّذي هو بطبيعته صالحٌ، سوف يساعد هؤُلاء الواقعين في المِحَن، إِذا صرخوا إِليه.

إِذًا، عندما تقع في مصيبةٍ لا تفقدْ شجاعتَك، لكن تَقَوَّ وَأَسرعْ إِلى الميناء الهادئ وَالحصن المنيع، إِلى معونة اللّٰه. لأَنَّه سمح أَن تقع في المصيبة فقط لكي تدعوه وَتتعلَّم الصَّلاة.